10 أكتوبر 2010

تعزية بوفـاة والدة الأستاذ الأخ عبد المجيد مناصرة نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
صدق الله العظيم


بقلوب ملؤها الإيمان بقضاء الله وقدره نتقدم بأحر التعازي والمواساة الى الأستاذ نائب رئيس الحركة ( عبد المجيد مناصرة في وفاة ولدته رحمها الله رحمة واسعة و أسكنها فسيح جناته ..
راجين من الله العلي القدير أن تتغمد الفقيده بالرحمة والمغفره وان يلهم ذويه الصبر والسلوان

اللهم تجاوز عن سيئاتها وزد في حسناتها، وأحسن لقاءها، واجعل العمل الصالح رفيقها
وأبدلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرمن اهلها إنك سميع مجيب ..

اللهم انس وحشتها في قبرها و اجعل قبرها روضة من رياض الجنة
و نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
و اغسلها بالماء و الثلج و البرد
و ارزق أهلها الصبر و السلوان

لله ماأخذ ولله ماأعطى وإنا لله وإنا إليه راجعون
إنا لله و إنا إليه راجعون..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

28 يونيو 2010

تعزية بوفـاة والدة الدكتور بوعلام ظريف

بقلوب مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره تلقت حركة الدعوة والتغيير صباح اليوم، الأثنين 15 رجب 1431هـ، الموافق لـ: 28 جوان 2010م، نبـأ وفاة المغفور لها بإذن الله والــدة الأخ عضو المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير بالجزائر العاصمة الدكتور بوعلام ظريف، نسأل الله أن يتغمدها برحمته الواسعة.
وعلى إثر هذا المصاب الجلل الذي ألمّ بالعائلة، فإنه لا يسعنا إلا أن نتقدم إلى الأخ بوعلام ظريف ومن خلاله كـل العائلة، وإلى كل من عـرف الفقيدة، بأخلص التعـازي، سائلين المولى عـزّ وجل أن يتقبلها مع الصالحين، وأن يجعلها من أهل جنّة النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهمنا وإياهـم الصبر والسلـوان.


لله ما أعطى وله ما أخذ.


(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

الشلف: المكتب الولائي ينظم دورة تكوينية لأبناء الحركة

نظم المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير بالشلف يومي الجمعة والسبت 25 و26 جوان 2010م دورة تكوينية لأبناء الحركة، تضمنت عدة نشاطات منها عرض شريط للشيخ الراحل محفوظ نحناح ذكر فيه الحضور بأولويات الحركة في التعامل مع محيط الحركة السياسي والاجتماعي والثقافي محليا وإقليميا.

ولقد ترك هذا الشريط الأثر البالغ في نفوس الحضور مما زادهم إيمانا بالاستمرار والتشبث بالمنهج الذي اختاره الشيخ، منهج الوسطية والاعتدال، ومنهج الصدق مع الله ومع المنهاج، وحقيقة كما ذكر الشيخ في الشريط "يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر".
ومن النشاطات الأخرى التي تضمنتها الدورة إلقاء محاضرة لرئيس المكتب الولائي الأستاذ جزار محجوب والتي دار موضوعها حول مسألة الجدية في العمل، مركـزا على ماهية الجدية من خلال ضرب العديد من أمثال التابعين الجادين منهم الإمام الشعبي ومحمد الفاتح وغيرهم... ثم عرج المحاضر على أهم الأسباب التي غيبت الجدية في صف الحركة والتي أرجعها المتدخل إلى غياب القدوة، وضبابية القصد، وضعف الإيمان.
كما حاول الأستاذ جزار في الأخير تقديم وصفة علاجية للقيام بهذا الخلق ضمن أفراد الحركة حتى نرتقي إلى المستوى الحركي والإيماني المطلوب.
واختمت الدورة بالقيام بجولة سياحية إلى أعالي جبال الونشريس بولاية تسمسيلت تركت الأثر الجميل في نفوس المشاركين في هذه الدورة.

الأخ أبو أنس جابري الخيراني من الجلفة في ذمة الله


بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)


بقلوب ملؤها الإحتساب والإيمان بقضاء الله وقدره، تلقى المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير بالجلفة نبأ وفاة الأخ جابري الخيراني مسؤول قسم التربية بالمكتب البلدي بالبيرين إثر حادث مروري، وذلك يوم الجمعة 13 من رجب 1431هـ الموافق لـ: 25 جوان 2010م.
وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأخلص التعازي والمواساة إلى عائلتهِ، راجين من الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بالرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
ولقد عُرف المرحوم بحلمه وبشاشته ووفائه وثباتهِ رغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط به إلا أنهُ كان من الإخوان العاملين وكان آخر عهده بالحركة حضوره دورة الالتزام أسبوع قبل وفاتهِ، حيث كان يوصي بالالتفاف والتمسك بخط الشيخ محفوظ نحناح الذي تأسف عن عدم حضور ملتقاه الأخير الذي نظمتهُ الحركة في فندق الرياض بالجزائر العاصمة.

فاللهم تجاوز عن سيئاته وزد في حسناته، وأحسن لقاءه، واجعل العمل الصالح رفيقه، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله إنك سميع مجيب ..
اللهم آنس وحشته في قبره واجعل قبره روضة من رياض الجنة، ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسله بالماء والثلج والبرد.
وارزق أهله الصبر والسلوان
لله ما أعطى وله ما أخذ و(إنا لله وإنا إليه راجعون)
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عشر حكم من مونديال كرة القدم

ليس من عادتي ركوب الأمواج ولو كانت مما تسبح فيها الفكر والأحلام، فضلا أن يكون الموضوع من بنات الأرجل والأقدام، لكن هذه اللعبة الشعبية صارت سببا تلتقي معه غايات العالم في العديد من المجالات، من السياسة إلى الإعلام ومن الاقتصاد إلى الاجتماع، ومن الهندسة إلى الإبداع. وهكذا صارت تظاهرة كأس العالم إحدى تجليات العولمة بكل ما تحمله من معنى، ومع تعدد الوسائط الإعلامية صار الحدث لا يعني اللاعبين أو من يحضرون لدعمهم من المشجعين والفضوليين، بل صار محطة أنظار الملايير من المتتبعين من العوام والمتخصصين، وحين لم ّأجد مناصا من حضور هذا الحدث الرياضي الإعلامي السياسي وربما الحضاري !!


وبما أنه فرض علينا نفسه إن في الجريدة أو الشاشة أو الشبكة العنكبوتية أو في الساحة أو المقهى أو المنزل، فوجدت نفسي أفكر على ضوئه في بعض معضلاتنا الفكرية في واقعنا الدعوي تكوينا وتنظيما، مجبرا أن أتمعن في بعض المشاهد علني أعثر عما يصنف في خانة "الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو أحق الناس بها" وما أن أطرقت متمعنا في بعض أخبار المونديال حتى تفاعلت ووجدت نفسي متتبعا باهتمام ونظري لا يركز إلا للأمام، وربما استغنيت بكأس الشاي عن الأكل والمطالعة لولا صيحة المؤذن ووجوب أداء الفريضة خلف الإمام!!
ومما أعجبني في مونديال كرة القدم ما استفدته من بعض الحكم التالية:


1- الحكمة الأولى: قوة التنظيم في إبداعه

نجاح اللعبة وضمان الفوز مرتبط بقوة الفريق التنظيمية بإحكام، ولكن العجيب في هذا التنظيم أنه لا ينزعج من الذين يبرزون، أو يبادرون بالإنجاز، ولكن أهمية هذا التنظيم وما يملكه من دقة وقواعد معلومة، أنه يكشف أي تقصير من عنصر فيعرضه للتويج من الجمهور، أو العقوبة من الحكم، أو الإقصاء من المدرب، عكس التنظيم خارج كرة القدم والذي قد يكون أول ضحاياه المبادرون بالإنجازات أو المتميزون في الأداءات بحجة التجاوز، أو القفز على المراحل، أو حتى لا يصاب الفرد بمرض الغرور والعياذ بالله!!
في حين لا أحد من داخل التنظيم يجرؤ على المطالبة بطرد علان الكسلان اوفلان التعبان!! وكأن ضعف الأداء داخل الصف الحركي مكفول، عكس ما في الملعب حيث التصفير ودق الطبول!!

2- الحكمة الثانية: الفاشل يستقيل


المدرب الفاشل في هذه المعركة الحاسمة لا يشفع له كم مرة حمل على الأكتاف، ولا من يحميه من وجهاء القوم في مؤسسات الدولة، أو ما يتترس به من المبررات والأعراف، لأن هذه اللعبة تلغي الخصوصيات جميعها، فالفائز يرفع ذكره، ويعلو سهمه، والفاشل لا مجال لسماع مبرراته أو إعطائه الفرصة، لأن المداولة في هذا المحفل لها لغة وحيدة، هي الفوز بالنقطة والهدف، والاتصاف بالأداء المحترف. وحين تابعت توالي استقالة المدربين الفاشلين قلت سبحان الله!! لماذا لا تنتقل هذه المكرمة إلى قطاع الدعوة لمنهج رب العالمين!! حتى لا يزيد الكلام وتتطور سيناريوهات الكتاب، وأصحاب الأقلام، وتتشوه الأفهام، ويتجذر سلوك الانتقام، وتهدد الكيانات بالانقسام، وينصرف الكرام، ولا يبقى في الكيانات سوى ضعاف النهى والأحلام! أليس في مشهد هذه التظاهرة ما يصح لعلاج كثير من الأسقام؟!!

3- الحكمة الثالثة: الحكم على الأداء لا شكليات الولاء


هنا اتفاق الجميع في إصدار الحكم على الأداء، فلا تشفع الشكليات لأحد، فكثيرا ما يهتز الجهور من أدناه إلى أقصاه ومن مختلف جنسياته مصفقا ومعجبا بأداء ذلك الإفريقي الذي كأن رأسه زبيبة، ولكنه-اي الجمهور- يصفر ويزمجر ساخرا من رداءة سلوك ذلك اللاعب الأوروبي صاحب العين الخضراء والبشرة الشقراء، لأن الجميع لا يقدر إلا الجودة في إتقان اللعبة، وأعجبني الجمهور البرازيلي حين ثار ضد أداء فريقه وهو لم ينهزم ولكن لانه لم يعجبه الأداء، وهنا أجد نفسي متسائلا لماذا في الحركات الإسلامية لا زالت ساحة الأداء لا اعتبار لها إلا في القليل، فلا زال جمهور الحركة الإسلامية –في البلدان العربية- ربما الأولوية عنده في اختيار القائد أو الداعية هو الأطول لحية، أو الأرفع صوتا، أو الأكثر مالا أو الأكثر خطابة!! فمتى يصبح إتقان اللعبة مقدما على شكل الهندام أو شقشقة الكلام؟!!

4- الحكمة الرابعة: البطولة للفريق والنجومية للفرد


فرغم أن قانون المونديال يجعل الكأس من نصيب الفريق الذي ينجح في التصفيات بين الفرق، إلا أن هذه اللعبة أتاحت مجالا لا يهمل حساب الكفاءات الفردية، فتحسب الإنجازات في نهاية المطاف لأصحاب الكعب الذهبي، والأداء المتميز، فيبرز أحسن هداف، وأحسن مدافع، وأحسن حارس...الخ. فلم لا تكون التنظيمات في الحركة الإسلامية مجالا يقدر العطاء لأصحابه، ويختفي"أسلوب" البطولة كلها للقائد والفشل كله بسبب القاعدة.
حتى صارت الأحزاب الإسلامية وهي لا تزال متلبسة بهذه الحالة إذا وجدت مجالا للمشاركة السياسية فبمجرد أن تقدم عضوا لوزارة ما، فإما أن تراعي نرجسيته أو يقول لها إلى اللقاء!! والحركة الإسلامية في كل من العراق، والأردن، والجزائر، والسودان، كلها شواهد على ما أقول!!!
والمؤسف أيضا في الحركات الإسلامية من يحاول قلب القاعدة، فينسب البطولة للأفراد، أما الكيان الذي يفترض فيه أن تحكمه عقيدة الفريق، فيسير بطريقة القطيع، وما وجدنا في نموذج كرة القدم في هذا المونديال من أنجزوا بطولات للاعبين بفرق منهزمة!!

5- الحكمة الخامسة: سيادة الأخلاق


أعجبني قداسة الأخلاق في هذه اللعبة حين نلاحظ ألمع النجوم الكروية يغادر الملعب في أحوج ما يكون فريقه إليه، ببطاقة حمراء من الحكم، لا تقبل المراجعة. لا لشيء سوى لأنه أخل بخلق من أخلاق اللعبة المتفق عليها، والمعقول في دنيا الناس أن المحاكمة لا تتم إلا بمداولة لأن "لصاحب الحق مقالة" لكن قانون الكرة يستثني المداولة في الحكم الأخلاقي، فهل يجوز أن تستعير الحركات الإسلامية هذا القانون لتطبيقه على كل قيادي عبث بمبدأ الأخلاق في سلوكه السياسي أو المالي أو التنظيمي؟!! فالحركة الإسلامية ليس في رصيدها شيء أغلى من الأخلاق!! أم أن الأخلاق ميدانها خطب الوعظ وليس قرار الإدارة؟!!

6- الحكمة السادسة: الوفاء


ما أجمل أن يدخل عناصر الفريق مرددين نشيد أمتهم بصوت واحد، فإذا ما فازوا على خصمهم رفعوا راية واحدة، أوليس طريق الدعوة يحتاج إلى صراحة في المنطلق (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) وحين الانتصار يجير الانجاز لمن يستظلوا بتلك الرايةكلهم، والوفاء لمن حرروا الوطن أو أسسوا الجماعة صاحبة الراية.
فقد شاع في الحركة الإسلامية من ينطلق معلنا شعارها "الجهاد سبيلنا" ثم لا يلبث أن يبوح في منتصف الطريق بأن لغة الجهاد لا تناسب العصر، والمغالبة لا معنى لها إلا في التفكير القديم!! وأحسب أن هذا المبدأ الكروي في الوفاء معني به أصحاب رسالة الدعوة إلى الله، حتى لا يغتر أحد بانجازه (أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا) وكثيرا ما انطلق أحد في ركاب دعوته معلنا هدفه السامي: العمل على عودة الخلافة الإسلامية، فما أن يسير به الركب قليلا حتى يصبح يرى بل ويصرح بأن الخلافة الإسلامية أو الدولة الإسلامية لا معنى لها وقد تخلى عنها تماما، لأنه يرى في الواقع الذي يعيشه بحكم المنصب أو الأبهة ما يحجزه عن المغامرة بما في يده قبل أن يحقق الهدف الذي انطلق من أجله، ويبدو لي أن رجلا اسمه حسن البنا أدرك قانون اللعبة وأخلاق المتلاعبين، فكتب لأتباعه الذين جمعهم في بداية القرن الماضي نشيدا مطلعه "الله غايتنا" وجعل لهم راية خضراء بها مصحف يحضنه سيفان فرحمة الله على الملهمين.

7- الحكمة السابعة: الالتزام


الالتزام بلباس معين طول المقابلة وعدم تغيير الألوان لحظة مخالطة المنافسين، سلوك يجعل من المروءة مقياسا للجودة في أداء المهمة، وأعجبني تعليق الإعلاميين بأن من ينزع لباسه الرسمي أو يكشف عن جسمه لحظة تسجيل، أو نشوة بانتصار، يعاقب حتما حسب القوانين التي رسمتها الاتحادية الدولية في السنوات الأخيرة، فتمنيت أن تقتبس الحركات الإسلامية هذا المعيار وتسن قوانين تنظيمية لا تتسامح مع كل من حاول تغيير لونه الحركي، أثناء تأديته واجبه في عهدته الوزارية أو النيابية، فالتزام اللاعب باللون المتفق عليه طيلة المباراة نبهني إلى حجم الألوان التي يمر بها بعض قادة الحركات الإسلامية والسياسية منهم خاصة، فيدخل الداعية خطيبا ثم يصير رجل أعمال، ثم فنان، وإذا لم يسعفه الحال يتغير إلى "رقيولوغ" فاللهم لطفك.

8- الحكمة الثامنة: عرض البضاعة لحظة الانتباه


لفت انتباهي وأنا أتابع الإعلام كثرة العروض من الفن إلى الفولكلور، من الأكل إلى اللباس، بل من العروض الإيديولوجية إلى الرموز.
وكيف وظفت المسيحية وهي التي تؤجر أكثرمن سبعة آلاف قناة للتبشير في إفريقيا التي ترى أنها أكبر منطقة تتقبل طقوس التمسيح، وظفت هذه التظاهرة من خلال الصليب الذي وضعته على صدر "مارادونا" اللاعب الأرجنتيني الرمز، لتغرس في لاعبي ستة مليارات من البشر رمزها الديني، فسبحان الله لماذا لم نسمع عن عرض فني عن رسالة الإسلام يثير ضجة في جنوب إفريقيا التي دخلها الإسلام عن طريق تجار شمال إفريقيا ومن الطريقة الصوفية الجزائرية التجانية، فمتى تتقن حركاتنا قيمة الدعوة عن طريق توظيف الرمز الصحيح وعرض بضاعتنا الحضارية لحظة الانتباه العالمي؟!

9- الحكمة التاسعة: لحظة المعركة تظهر أهمية التاريخ والجغرافيا


لم يكن العديد من شعوب العالم يعرفون عن شعوب مناطق أخرى لصغر أقاليمها أو لحداثة عهدها ولكن لحظة بروز فريقها المشارك في معركة عالمية كهذه يلتفت إليها الانتباه ويبدأ التنقيب عن تاريخها وهويتها.
وفي معركة المونديال لاحظنا كيف صار البرازيليون يستعرضون عضلاتهم ويعرف الكثير أهمية هذا القطر الشاسع أكثر من 8 ملايين كلم² وأكثر من 200 مليون نسمة، فريقنا الوطني الجزائري هو الأخر بتعادل أمام انجلترا فتحركت البحوث في ثورة المليون ونصف المليون من الشهداء، أثيرت قضية شعب لم يعرف توقفا للحروب والمعارك الجهادية طوال تاريخه.
بل سمعنا بأن الأداء الرائع للفريق الوطني كان من أسبابه أن المدرب برمج للاعبيه ليلة المقابلة فيلم "معركة الجزائر" الشهير والمؤثر، فانطلق اللاعبون كأنهم "محاربي الصحراء" حقيقة، خلافا لما عاشوه قبل بعض المقابلات التي انهزموا فيها لأنهم باتوا يتناقشون مع مشرفيهم في حجم المكافأة وكم يكون نصيب الذي يسجل هدفا، والذي يصد هجوما...الخ
وهنا تحضرني شهامة الأتراك حينما استشعروا زخم تاريخهم أيام الخلافة الإسلامية فهاهم يكتسحون مساحات نصر دبلوماسي وسياسي واقتصادي، جعلهم في مقدمة الدول الزاحفة نحو التطور بل والتي حجزت مكانة محترمة في وجدان الأمة الذي لا يزال بكرا.
فهل ندرك أن الحركة الإسلامية التي لا تستشعر تجربة دعوية أو زخما تاريخيا تستند إليه يكون مآلها الفشل لا محالة لأن الذي يفقد الآركة المحفزة لا شك أنه يصطدم بصخرة المطامع والمكاسب، وهذا ما وقع ويقع للدعاة الحالمين بالسيادة دونما حلم يبرهن عن نخوتهم بشرف الوفاء للسلف الشريف ، وكما قال المفكر الإسلامي قديما: (من هنا يجب أن نعلم).

10- الحكمة العاشرة: اختلاط الفريقين في ميدان واحد لا يعيق انتصار الأقوى


مما أعجبني في هذه اللعبة أن تمازج الفريقين على غير طريقة الجيوش التي تنفذ خططها الحربية بالمخادعة تارة وبالمواجهة المادية تارة أخرى، ولكن الصفين دوما متجابهان دونما اختلاط، ولكن في هذه اللعبة ان صاحب الرؤية والخطة ومن ثمة الإرادة القتالية يستطيع أن يحقق النصر بعديد الأهداف كما يستطيع أن يحفظ كرامة شباكه ونظافته، وهو سلوك أعجبني لو أن الحركات الإسلامية تعمل به ولعل هذا ما قصده سيد قطب رحمه الله في تعليقه على مواقف من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، بحيث ركز على المفاصلة الشعورية للصف المؤمن، مع المخالطة الميدانية، مما يحقق النصر لصاحبه وهزيمة الآخر، ربما على أكثر من جبهة . فليتنا أتقنا لعبة المشاركة السياسية كما أتقنها الرياضيون، فاختلاط عناصر الفريق المغير مع عناصر النظام القديم أو عناصر فريق الفساد لا يمكن إلا أن يكون لصالح أصحاب الرؤية والخطة والإرادة. بطبيعة الحال في معركة التغيير لا نجاح لفريق منظم ما لم تكن النية والقصد خالصين لله تعالى. فشكرا للمونديال الذي جعلني استفيد من متابعته كالآخرين، ولكن على طريقتي وليس بتبديد الوقت كما يتفرج الكثير من الفضوليين.

ودوما بالفهم نرتقي وعلى المحبة نلتقي.

الأستاذ عبد الله بوحامد

جمعية مهمومة بالقضايا التنموية والاستشراف

بالرغم من حداثة نشأتها الذي لا يتعدى السنتين، إلا أنها استطاعت أن تدخل الميدان بحيوية وفعالية، ويتعلق الأمر بجمعية خريجي جامعة بومرداس، ولعل يعود ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية


أولا: طبيعة الجمعية في حد ذاتها، كونها جمعية لخريجي جامعة جزائرية معروفة بسمعتها العلمية الكبيرة وصداها الدولي.
وثانيا: النخبة والإطارات التي خرجتها والتي تدير اليوم العديد من المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة، والتي ينشط الكثير منها في هذه الجمعية وتدير شؤونها.
وثالثا: الأهداف التي سطرتها والتي تمثل بحق منظومة تفكير وإبداع وتنمية.

وقد قامت الجمعية خلال هذه الفترة بعقد ملتقيين وطنيين، الأول، كان يوم 18/02/2009 ونظم تحت شعار" آفاق التنمية في جزائر 2020"، وتناول أساسا ثلاثة محاور: اقتصاد ما بعد البترول، دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية ودور القطاع المصرفي في دعم التنمية، وقد حضر الملتقى رئيس الحكومة الأسبق الدكتور احمد بن بيتور وممثل عن وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبعض الدكاترة المتخصصين في المجال.

أما الملتقى الثاني فكان بتاريخ 15/05/2010م، تحت شعار "تجارب ناجحة لاقتصاديات ناشئة"، والذي تناول تجربتين تنمويتين: التجربة الماليزية والتجربة التركية وكذا الإصلاحات الاقتصادية في الجزائر.
وقد حضر الملتقى كل من سعادتي سفيري دولتي ماليزيا وتركيا ونواب من المجلس الشعبي الوطني وبعض الدكاترة المتخصصين في المجال وعضو من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى ذلك تم تسجيل حضور نوعي لطلبة وطالبات جامعة بومرداس، وبحضور أسرة الإعلام.

افتتح الملتقى بكلمة ترحيبية من طرف رئيس الجمعية الدكتور ناجي عايش، تلى ذلك مداخلة للدكتور محمد زايري، الذي نوه بدور الملتقى في تبادل التجارب وتكوين إطارات المستقبل.
أما فيما يخص مداخلة سعادة سفير دولة ماليزيا فقد جاء فيها:
- التذكير بأهم العقبات التي واجهت ماليزيا في الفترة من 1511 إلى 1957 تاريخ الاستقلال.
- عرض لأهم الحلول والسياسة المنتهجة ما بعد الاستقلال.
وقد تمخض عن هذه التجربة النتائج التالية:
- أصبحت ماليزيا من اكبر الدول المصدرة في العالم والأكثر تبادلا تجاريا(المرتبة 21 عالميا) والمرتبة 30 (خدماتيا) والمرتبة 4 (حماية المستثمر).
- تسعى ماليزيا إلى المستقبل:الدعم الشعبي، إعطاء اهتمام اكبر للتربية والتعليم والتكامل بين الدول الإسلامية.

أما سعادة سفير دولة تركيا، فقد تعرض لأهم المراحل التي مر بها الاقتصاد التركي، من الاقتصاد الموجه إلى سياسة دعم التصدير والإصلاحات في المجال الضريبي والبنكي وفتح السوق الداخلي للاستثمار الخارجي.
الاعتماد على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التطور الاقتصادي وإيجاد مناصب الشغل وتنويع مصادر الدخل من خدماتية، سياحية وصناعية مع تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الفلاحي.
وقد تحققت النتائج التالية: نمو الصادرات من 2.2 مليار دولار سنة1975 إلى 132 مليار دولار سنة 2008
- تأهيل المؤسسات التربوية وفق المعايير العالمية
- نمو الاستثمار الخارجي الذي بلغ 20 مليار دولار سنة 2009
- إحراز المرتبة 17 عالميا في مجموعة الأكبر اقتصادا في العالم والسادسة أوروبيا.

مداخلة النائب الدكتور مولود حشمان جاء فيها عرض بعنوان: "اتجاهات النمو الاقتصادي في الجزائر"، حيث عرض دراسة كمية قيم فيها مسيرة التنمية بالجزائر من حيث قياس اثر الإصلاحات وبرنامج الإنعاش الاقتصادي الجزائري، كما تطرق إلى الإصلاحات الاقتصادية من حيث أنها تغييرات جذرية في منهج الدول الإسلامية كما ارجع ضعف أداء النمو الاقتصادي بالدرجة الأولى إلى تعثرا لبلد في تحقيق الإصلاحات وعدم الشفافية في مسار الخوصصة وضعف مشاركة القطاع الخاص في دعم النمو والاستثمار.

مداخلة الدكتور جمال لعمارة تطرق فيها إلى مقومات النظام الاقتصادي الناجح، والتي تتمثل في:
- مدى التوافق بين العامل الاقتصادي والبيئة الاجتماعية
- قدرة النظام والمنهج المطبق على استنهاض همم الجماهير لتحقيق نتائج التنمية
- الكفاءة والمساواة
- تخصيص الموارد وتقسيمها على نحو عادل
- المحافظة على المال وضبط الاستهلاك

مداخلة الدكتور عبد الله بدعيدة عضو المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي كانت تحت عنوان: "الإصلاحات الاقتصادية في الجزائر.. أهداف ومعوقات" وقد تم تقسيم الإصلاحات إلى 4 مراحل زمنية:
المرحلة الأولى ما قبل 1986، حيث تم الكلام عن النظام الاشتراكي.
المرحلة الثانية 1986 - 1993، تحدث عن أزمة الجزائر
المرحلة الثالثة 1993 - 1998، المجهودات المبذولة في بعث الاستقرار الاقتصادي تحدث عن أزمة الجزائر.
المرحلة الرابعة 1998 - 2008، التوازنات التكميلية للاقتصاد الجزائري
ثم ذكر أهداف الإصلاحات الحاصلة لهذه المراحل من بينها:
- هيكلة المؤسسات وجعلها في مستوى تنافسي.
- الاعتماد على الجانب المادي.
- التخلص من مشكلة الديون.

وقد بادرت الجمعية في اختتام الملتقى إلى تكريم خمس "5" إطارات ناجحة في حياتها المهنية والمتخرجة من جامعة بومرداس وهذا وفاء لجهودهم، وتثمينا لأعمالهم والتي تعتبر إضافات جديدة تساهم في التنمية.

وخرج الملتقى في الختام بتوصيات منها:
- الاهتمام بالإنسان كعنصر أساسي في عملية التنمية.
- السعي للاستعمال والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية.
- انتهاج سياسة مشجعة للاستثمار.
- الاهتمام بالاستثمار السياحي.
- تطوير الصناعات الخفيفة والثقيلة.
- الانفتاح على الطاقة البديلة والسعي على إدماجها في الجزائر.


ورقة تعريفية بالجمعية

1_596615940.jpg


تأسست جمعية خريجي جامعة بومرداس يوم 02/01/2008م، يرأسها الدكتور ناجي عايش، وهي تضم في صفوفها عدة إطارات في مختلف التخصصات، والذين يتواجدون حاليا كإطارات في مستويات عدة:أساتذة جامعيون، إطارات في المجال الاقتصادي (الطاقة، الصناعة...)، إطارات في الإدارة، إطارات مسيرة لشركات خاصة في مجالات التنمية المختلفة والمنتشرون عبر التراب الوطني.
وقد حددت لها الأهداف التالية:
1- إيجاد فضاء للتعاون والاقتراح للمساهمة في مجالات التنمية الشاملة.
2- تمتين العلاقة بين الجامعة والمجتمع والمؤسسات الاقتصادية.
3- اقتراح المشاريع وإنجاز الدراسات والبحوث المرتبطة بالتنمية الشاملة.
4- تحضير الطلبة للاندماج في الحياة المهنية.
5- التعاون مع الجمعيات المماثلة في الخارج والعمل على الاستفادة من الخبرات الجزائرية المهاجرة.

17 يونيو 2010

رسالة الدكتور علي باشا عمر إلى المشاركين في ملتقى الشيخ محفوظ نحناح

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الدكتور علي باشا عمر إلى المشاركين في ملتقى الشيخ محفوظ نحناح (*)

الحمد لله رب العالمين وبه نستعين على أمور الدين والدنيا، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
والحمد لله القائل: ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا﴾ (الأحزاب:23).
إن عظمة شخصية شيخنا الراحل المرحوم محفوظ نحناح، تظهر من خلال مواقفه الثابتة حين تزعزع المترددون، وعطائه الثري حين نضبت عيون الدخلاء، وإنجازاته العظيمة حين سقط الكثير في الوحل الآسن، والوقوف عند حدود العالم البصير حين استباح الكثير في هتك المحرمات، وصبره على المحن من سجن ومضايقات. وليس غريبا هذا في شخصيته لأنه نشأ تنشئة صالحة في بيت علم وأدب ونهل في مصادر الثقافة الإسلامية الأصيلة منذ وقت مبكر من خلال ملازمته وتأثره واطلاعه على تاريخ الأمم والمشاريع النهضوية. ولا غرو في ذلك إذ أن الشيخ قد ارتوى من معين مدرسة الإخوان المسلمين الذي لا ينضب والتي أسسها الإمام الشهيد حسن البنا مجدد القرن العشرين رحمه الله.

مناقب لا تنسى للشيخ محفوظ نحناح – رحمه الله - كما يراه أبناءه في القرن الإفريقي:


1. رائد من رواد الدعوة الإسلامية المعاصرة الذين وقفوا أمام الهجمة الشرسة التي قادها أعداء الأمة الإسلامية من أجل مسخ الهوية الإسلامية. فلقد كان فقيدنا سدا منيعا ودرعا واقيا أنقذ الله به أبناء الأمة الإسلامية جمعاء من خلال جولاته وأسفاره.
2. الجندية والتفاني في العمل، فلقد وهب حياته في خدمة الدعوة الإسلامية ونشر قيمها ومبادئها، حتى أصبح مضرب المثل للسالكين في طريق الدعوة الإسلامية المعاصرة.
3. الفروسية في ساحة الجزائر – بلد المليون شهيد- والتي شهدت واحدة من أسوأ المآسي الاستعمارية، حيث شارك في ثورة التحرير الوطني في ريعان شبابه، وهذا يدل على عناية الله بشيخنا الفاضل.
4. عمله على تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية في الجزائر رغبة منه في إيجاد مرجعية دينية للجزائريين تحفظ الشعب والبلد من كل انحراف، مما يوضح بجلاء أن الشيخ كان يحمل هموم الشعب الجزائري منذ وقت مبكر.
5. عمله على تأسيس "حركة المجتمع الإسلامي" في وقت كادت فيه الجزائر أن تنزلق نحو التفتت والانقسام وتفتقد أهم ركائزها ألا وهي "الوحدة الوطنية".
6. وقفته التاريخية ضد التطرف بشقيه "العلماني" الذي أراد سلخ المجتمع الجزائرى المسلم من إسلامه، و"المتقمص في ثوب الإسلام" والإسلام منه بريئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب، والذي كان يريد أن يكسر عظام الشعب الجزائري بعضها على بعضها، خاصة في فترة عويصة تشبه تلك الفترة التي وصف الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم: المتمسك بالإسلام كالقابض على الجمرة، وفي وقت كان تسجيل هذا الموقف يعتبر بمثابة إعلان حرب على الطرفين المتطرفين.
7. القيادية في العمل الإسلامي، حيث كان فقيدنا نموذجا للقيادة الإسلامية الراشدة وصاحب نفس كبيرة تفزع إليه الهموم، ويحل مشاكل شعبه دونما تمييز.
8. القوة في التعبير والإقناع، حيث كانت تعبيراته تأخذ القلوب وتأسر العقول حتى أصبحت مصطلحاته مدروسة في أدبيات الدعوة الإسلامية، ومنها مقولته الشهيرة في خصائص دعوتنا بأنها: "هادئة هادية هادفة"، والتي نفع الله بها كثير من العاملين في حقل الدعوة.

الحركة الإسلامية في الصومال في مواقف مشابهة مع الشيخ محفوظ – رحمه الله:

إن الحركة الإسلامية في الصومال والتي حملت المشروع النهضوي (كما حملتم أنتم أيها الإخوة في الجزائر) في مجتمع تمكن أعداؤه من نيل مقوماته حتى انهارت حكومته المزكزية وانزلق نحو الاحتراب الأهلي منذ 1991 وإلى الآن، واجهت واقعا مشابها للتجربة الجزائرية من عسكرة العمل الدعوي بقيادة تيارات محسوبة على الصحوة الإسلامية، مثل ما سمي بالمحاكم الإسلامية التي كانت ظاهرة غريبة، تكونت من أطياف مختلفة وغير متجانسة أبرزها تيارات تكفيرية جهادية، وقبلية متعصبة، وتجارية مصلحية، وسياسية موجهة من الخارج.
وحققت المحاكم نجاحات ميدانية هشة أمام بعض زعماء الحرب في جنوب الصومال، مما أدى إلى انبهار بعض الإخوة غير المتعمقين في فهم المنهاج الإخواني، ولا المتشبعين في خيوط المعضلة الصومالية. وقد أعلنت الحركة الإسلامية في الصومال رفضها التام لعسكرة العمل الدعوي والخوض في غمار الحرب الأهلية باسم الدين. حينها وقفت الحركة نفس مواقف الشيخ – رحمه الله - عند ما رفض الشراكة والاندماج مع الاتجاهات المتبنية للتطرف، فاستلهمت مقولاته الرائعة واسترشدت بمواقفه الشجاعة، وأحست قيادة الحركة نفس معاناة الشيخ – رحمه الله - عند ما كان يحاول إقناع قيادات العمل الدعوي في العالم بنهجه السلمي المتدرج والذي لا يتماشى مع نهج تيارات العنف والسلاح.
إننا نشكر ونشد عضد المنظمين لهذا الملتقي الدولي تخليدا وإحياءا لذكرى الشيح محفوظ نحناح رحمه الله ووفاءا لنهجه ونضاله، آملين أن تتكرر مثل هذه المؤتمرات، وذلك للاستفادة من تجارب القيادات الإسلامية الفذة في عالمنا العربي والإسلامي حتى ينجح المشروع النهضوي للأمة القائم على الاعتدال والوسطية الإسلامية في التوجيه والتغيير السلمي للمجتمع.
وأخيرا، إن الحركة الإسلامية في الصومال تبارك جهود إخواننا في الجزائر الماضين على نهج شيخنا مربي الأجيال، سائلين لهم كل التوفيق والسداد في أعمالهم الخيرة ولشيخنا الراحل الرحمة والمغفرة ودار الخلد، اللهم آمين.

منهاج الشيخ محفوظ نحناح في الدعوة والتغيير


يمثل منهاج الشيخ – رحمه الله – تطبيقا عمليا لمنهج الإخوان المسلمين، وتنزيلا للواقع بالفكر الإسلامي المعاصر الذي وضع أسسه الفكرية والعملية الإمام حسن البنا – رحمه الله. ويمكن سرد أهم خصائصه بالنقاط التالية:
1- الواقعية والتدرج:
- دراسة واقع الأمة والتفاعل معه بإيجابية.
- رصد التحديات وتحديد الإمكانات والموارد.
- وضع الخطط والبرامج المناسبة لتغيير ذلك الواقع.
2- الوسطية والإعتدال:
- مراعاة الوسطية والإعتدال في فهم النصوص والمسائل الفقهية المعاصرة.
- تطبيق الفكر الإسلامي المعتدل والوسطي في المجتمع المسلم وغير المسلم.
- الابتعاد عن الغلو والتشدد في أمور الدين.
3- المرونة مع مراعاة الثوابت والمتغيرات:
- ضرورة المرونة الذهنية في التعامل مع مجريات الأحداث بعقلية واعية للتفصيل بين النصوص والضرورات والحاجات وبين الثوابت والمتغيرات، وغير ذلك من الأمور.
- ضرورة مراعاة المرونة عند وضع الخطط وبرامج التغيير.
4- التجديد وامتلاك ناصية العلم والمعرفة وهضم المفاهيم والقيم الجديدة.
5- الابتعاد عن مواطن الخلاف وإثارة المسائل الخلافية والفتاوي الشاذة.
6- نظرية "مت مظلوما": "المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما".

منهاج المشروع النهضوي للأمة:


يقول الإمام الشهيد حسن البنا – رحمه الله: "يجب أن يكون الهدف الذي يرمي إليه المصلحون في العالم الإسلامي الآن واضحًا محدودًا مرتكزًا على أصول وقواعد ذات خطوات ومراحل، وإن الأصول الأساسية في نجاح الغاية وإنتاج الإصلاح أن نرمي إلى: "تجديد حياة الأمم الإسلامية، وتدعيم نهضتها الحديثة على أصول إسلامية خالصة، وإنقاذ العالم كله بإرشاده إلى تعاليم الإسلام".

1- المشروع السياسي: ومن أهم ملامحه:
- تحقيق العبودية لله في وضع القوانين والتشريعات.
- تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة.
- تحقيق مبدأ استمداد السلطة من الأمة والتعددية السياسية والتداول السلمى عليها والشورى الملزمة للوقاية من آفة الإستبداد.
- السعي إلى التغيير عبر الوسائل السلمية ومن خلال المؤسسات الدستورية وعبر صناديق الاقتراع، والابتعاد عن العنف في طلب السلطة.
- تحقيق الشفافية ومسؤولية الحاكم أمام الشعب وضرورة محاسبته.
- ضمان الحريات وحقوق الإنسان والأقليات.
- ضمان حقوق المرأة وتفعيل دورها في بناء المجتمع ومشاركتها في السياسة كناخبة ومرشحة.
- التعاون مع فئات المجتمع في المتفق عليه.
- تحقيق رؤية جديدة للعالم بحيث يكون للإسلام دور النموذج المستقل والبديل الحضاري لإيجاد عالم يسود فيه السلام والمحبة والتعاون.

2- المشروع الإقتصادي: ومن أهم ملامحه:
- أسلمة المؤسسات الإقتصادية والمعاملات المالية.
- تحرير إقتصاد الأمة الإسلامية من التبعية والاستغلال السيئ للثروات.
- تفعيل المؤسسات الزكوية وتوظيفها في مكافحة الفقر.
- الاهتمام بالتنمية البشرية والبرامج الكفيلة لحل مشكلة هجرة العقول.
- تحقيق الاستغلال الإيجابي لثروات الأمة والسعي إلى التكتلات الاقتصادية وتبادل الخبرات.

3- المشروع التعليمي: ومن أهم ملامحه:
- أسلمة المعرفة لتساهم في رفع وعي الأمة في كافة مجالات الحياة، وتجديد الفكر الإسلامي الحضاري.
- مكافحة الأمية ورفع الجودة التعليمية والكمية.
- إعطاء الأولوية للتعليم في الموازة القومية ونشر الجامعات والمعاهد التطبيقة.

4- المشروع الإعلامي: ومن أهم ملامحه:
- أسلمة المؤسسات الإعلامية المختلفة.
- توظيف الإعلام في نشر الرسالة الإسلامية.
- التحرر من التبعية الإعلامية وذلك بامتلاك الأقمار الصناعية الإعلامية.
والله أكبر ولله الحمد


د. علي باشا عمر
المراقب العام – الصومال

(*) هذه الورقة أرسلها الدكتور علي باشا عمر من الصومال بعدما تعذر عليه الحضور للمشاركة في ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي المنعقد أيام: 27-28-29 جمادى الآخرة 1431هـ الموافق 10-11-12 يونيو 2010م بالجزائر.

مستغانم: الدورة التربوية التكوينية الثانية للمربين

حرصا من المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير لولاية مستغانم على إنجاز البرنامج المسطر ولائيا للنهوض بالولاية ومربيها الممارسين للعملية التربوية، نظم القسم الولائي للتربية يوم الجمعة 04 جوان 2010م الدورة التربوية التكوينية الثانية المعنونة بـ: "دراسة شاملة لعملية السير بالمنهاج التربوي"، قام بعرضها الأستاذ الفاضل والمدرب عبد القادر بن جعفر.

حضرها عدد من المربين والمربيات، وقد سادها جو أخوي إيماني واهتمام بالغ بالمادة المعروضة. وبعد يوم كامل تخلله أداء فريضة الجمعة تفرق الحاضرون على أمل تطبيق ما تلقوه من معلومات ومعارف، مجددين العهد على التعاون والتواصي بالصبر على أداء المهمة التربوية ضاربين موعدا جديدا للدورة الثالثة إن شاء الله تعالى.

16 يونيو 2010

بعض الفيديوهات الخاصة بملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي

كلمة الأستاذ المجاهد محمد نزال في ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي





الأستاذ أحمد الدان في كلمة على هامش ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي




كلمة الأستاذ عبد الوهاب أكنجي من حزب السعادة التركي في افتتاحية ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي



كلمة الأخت حميدة غربي في افتتاح ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي



01 حوار مع الدكتورة حميدة غربي على هامش الملتقى الجزء الأول





02 حوار مع الدكتورة حميدة غربي على هامش الملتقى الجزء الثاني







01 حوار مع الدكتورة رشيدة لبيوض على هامش الملتقى الجزء الأول





02 حوار مع الدكتورة رشيدة لبيوض على هامش الملتقى الجزء الثاني




تطبيقات منهج الشيخ محفوظ نحناح في حركة الدعوة والتغيير(*)


الشيخ مصطفى بلمهدي

مقدمة:


لقد أصبح الشيخ نحناح رمزا واضحا للعمل الإسلامي المتكامل خلال العقود الأخيرة في القرن العشرين حيث قاد العمل الإسلامي في رقعة واسعة هي الشمال الإفريقي وامتداداته في الجالية الإسلامية بجنوب أوروبا وجزء من دول الساحل والصحراء.
لقد انطلق الشيخ نحناح في كل أعماله للدعوة الإسلامية من منهج واضح تبلور عبر مراحل عدة وصُقل من خلال المحن والمنح والنجاح والإخفاق والضيق والاتساع.
وانطلق منهج الشيخ محفوظ نحناح من قاعدة واضحة تقوم على الإنسان عقيدة وعبادة وسلوكا وعلى الجماعة التي تنطلق من الأسرة إلى المجموعة إلى المجتمع ثم الدولة والأمة التي تنخرط كليا في مشروع الدعوة الذي ينتهي إلى علاقة إيجابية بين الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء هي علاقة الأستاذية التي أشار إليها الدعاة من قبله.
وقد استمر الشيخ محفوظ نحناح يتعهد هذا المنهج بالرعاية والتطوير والارتقاء من مراحل السرية إلى المراحل العلنية ومن التأسيس إلى التنظيم والانتشار، ومن المعارضة إلى المشاركة والمنافسة في ظل الإسلام والوطنية والديمقراطية.
ولم يقتصر منهج الشيخ محفوظ نحناح على عمل فردي زعامي شخصي وقد كان بإمكان ذلك ولكن لم يكن يعمل لذاته ولذلك كان يؤلف الرجال والمؤسسات ويبني العمل الجماعي بناء متكاملا استطاع أن يستمر بعد رحيله رحمه الله.

ركائز منهج الشيخ محفوظ نحناح


1. إسلامية المنهج: فالحقيقة الأساسية عند الشيخ محفوظ نحناح هي إسلامية المنطلق وإسلامية المآلات، فالإسلام هو الحل لم يكن عنده شعارا مؤقتا بل منهجا شاملا ونظام حياة.
2. الدعوة إلى الله: التي هي العلاقة الرابطة بين الإنسان وبين الله وبين الإنسان وأخيه الإنسان وبذلك تنتظم في الدعوة إلى الله علاقات ووشائج خارج العلاقات البشرية العادية.
3. البناء التربوي: وهو المنظومة المتكاملة.
4. سلمية التغيير: التي ترفض كل أنواع التطرف.
5. عالمية الرؤية: إذ لا تحدها الجغرافيا ولا الإيديولوجيا لتستجيب لتطلعات شعوب العالم التي ترنوا إلى العيش المشترك وفق القيم الإنسانية الفاضلة.
6. بناء المؤسسات: تمثل مرحلة كبر المشروع واتساع رقعته وتأطير القيادات والإطارات في هياكله، كما تعد تأسيسا لتقاليد التنظيم والشورى والتخطيط والتداول.
7. تكامل وشمول العمل: من منطلق أن الإسلام دين شامل لكل مناحي الحياة الإنسانية، وهي مجتمعة تخدم بعضها بعضا وإلغاء جانب منها إلغاء لجزء من الحياة الإنسانية.
8. الحوار مع الآخر: ضرورة لتقريب وجهات النظر وتجسير العقبات التي تحول دون الاستفادة المتبادلة والعمل المشترك.
9. حضور المرأة: التي كان ينظر إليها الشيخ من بداية العمل على أنها الجزء الأهم في عملية التربية والإصلاح حيث تشكل حجر الزاوية بالنسبة للمجتمع وصلاحها يتعدى إلى كل مكونات المجتمع.
10. القضية الفلسطينية: التي اعتبرها الشيخ محفوظ القضية المركزية للأمة، ورمزية واضحة لطبيعة الصراع الحضاري وقدسيتها تجعلها قضية المسلمين جميعهم وليست قضية الفلسطينيين والعرب.
11. الوسطية والاعتدال: وهي الصورة المميزة للفهم الصحيح الذي كان الشيخ رحمه الله يفهمه للإسلام ويدافع عنه وينشره بين الناس وهو الإسلام الذي لا إفراط فيه ولا تفريط والذي ترجم في النظرة إلى الأخر والمشاركة معه في العديد من الأشكال.

طبيعة الحركـة


إن حركة الدعوة والتغيير تحمل العديد من المفاهيم والرؤى والقيم في هذا العنوان المميز الذي يحمل ثلاثية المسؤولية وهي: الحركة والتحرك والسعي عبر الدعوة التي هي رسالة الأنبياء عليهم السلام، والدعاة هم أشرف أهل الأرض وأعزها، وعبر التغيير النافع للناس الماكث في الأرض، فنحن لسنا حركة عابرة أو قصيدة جميلة أو خطبة عصماء أو بكاء تهجد أو منافسة مؤقتة أو غير ذلك، بل نحن حقيقة والحقيقة تحتاج إلى وعاء لتمثيلها من خلال التغيير الدائم نحو الأفضل.
1- دعوة هي أساس العمل تحب النفع للناس وترتبط بهم ونبشر بفكرة ودين وخلق وفضائل.
2- عمل متكامل خطة وممارسة لا أجزاء عندنا لبعض الإسلام عن بعض، ولا وقوف عندنا أمام حالة دون أخرى، بل نحن روح ومادة وعلم وعمل وسياسة واقتصاد وقيادة وقاعدة.
3- نمازج التربية والسياسية، إذن السياسة عندنا ليست هي الحزبية فقط وإنما هي إصلاح أمر الأمة والتربية ودين وحامل للسياسة ولا تقوم السياسة الصالحة إلا إذا احتضنتها الحاضنة التربوية الطاهرة المستمرة المؤطرة للعمل النقي والجاد.
4- التوافق قاعدة القرار، فقد حلّ بين الناس تقدير للنظم والقوانين واحتكموا للأغلبية حتى وإن كانت مخطئة ونحن نعتقد أن الاحتكام إلى الحوار والتوافق بين أفراد الجماعة هو أساس مشاركة الجميع في القرار ثم في العمل وإنجاح القرار والتوافق عندنا عنوان تركه الشيخ محفوظ ليكون لنا دليلا عند الظلام.
5- التغيير يبدأ من النفس فقد قال الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، يشمل الأمة ولكنه لا ينجح إلا أن تغير النفوس.

حركة الدعوة والتغيير: دوافع التأسيس
لقد تأسست حركة الدعوة والتغيير أصلا كما جاء في "رؤية الحركة" من أجل أن تحقق في وسط الناس معنى جديدا هو الراية الجديدة للعمل الأصيل، حيث اقتضت ظروف عدة داخلية وخارجية أن تظهر راية جديدة طاهرة وواضحة ومستقلة وواعدة، ربانية المنهج، رسالية العمل أساسها الشورى والفهم والتضحية ودمها هو الأخوة والإيثار والتجرد، لتحقيق مبدأ الثبات على المبادئ والقيم التي تركها الشيخ محفوظ نحناح.
وقد انخرط في هذه الحركة كل المؤسسين الحقيقيين الأوائل للدعوة الإسلامية مع الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله ذلك علامة فارقة بيننا وبين غيرنا ممن يزعمون الانتماء للمدرسة النّحناحية الرائدة في الذود عن الإسلام والوطنية الصادقة.
وكان من أهم دواعي هذا التأسيس ظهور الاختلال في التوازن الذي ترك الشيخ رحمه الله بين الشخص والمؤسس والدعوة والسياسة والداخل والخارج والروح والمادة والشباب والشيوخ والرجال والنساء حيث كان كل ذلك في عقد واحد وجميل مرتبط على أساس الوظائف والقيم والأفكار وليس على غير ذلك في أطماع الدنيا وأنانيات الأفراد.
كما أن الدعوة الإسلامية التي تعلمنا مع الشيخ محفوظ نحناح أنها تكاليف وضريبة وتضحية وصبر احتاجت منّا أن ننهض من أجلها وترفع رايتها في ظل تخلى الكثيرين عنها ورغم أن بريق المنافع الدنيوية يخبو من حول حركة الدعوة والتغيير فإن شعاع المبادئ ونور القيم هو الذي يصنع هالة من الضوء حولها يترجمه مثل هذه الملتقيات وهذا الحضور وهذه الوحدة.

التطبيقات العملية لمنهج الشيخ في حركة الدعوة والتغيير


لقد كان مبرر إنشاء الحركة الأساس هو المحافظة على منهج الشيخ النحناح بعد سلسلة الانحرافات المسجلة في المسار الذي كرسه من جاءوا بعده لتولي دفة سفينة الحركة، ولذلك نحرص كل الحرص على الحضور الكامل لمنهج الشيخ في حركة الدعوة والتغيير على المستويات الفكرية المرجعية وعلى المستويات الحركية التنظيمية وعلى مستويات الداخل الحركي وخارجه.

التطبيق الأول:


وهو الأمر المتعلق بالمرجعية التي نعتبرها في حركة الدعوة والتغيير أهم الأسس الضامنة للتوجه الصحيح للحركة ومن خلالها تتمايز الولاءات وتتحرر من الولاءات المنحرفة كاللواءات للأشخاص والعصبيات الأرضية المرتبطة بأغراض الدنيا كالأموال والقبيلة والجغرافيات السياسية والاجتماعية، ومرجعيتنا واضحة المعالم ترتبط أساسا بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وتعمل العمل الإسلامي الذي يعود خيره على الأمة كاملة ولا تحده الحدود والأقطار ويقوم على الفهم والعمل والإخلاص والتجرد والتضحية والأخوة والثقة والثبات الذي لا يعتريه التلون والتغير بل يحرص على قيم الطاعة ولا يتحايل عليها بأي شكل من الأشكال وعلى ذلك الفهم والالتزام كان الشيخ المحفوظ رحمه الله.

التطبيق الثاني:


وهو الأمر المتعلق بالدعوة للآخر وعلاقتنا الرسالية به والانفتاح عليه فحركه الدعوة والتغيير وعاء من لا وعاء له، وهي حريصة دائما على أن تفتح الأبواب أمام الآخرين وتتيح الفرص أمامهم ومن يجانب هذا المعنى أو يحيد عنه فقد يكون فينا شكلا وهو ليس منا حقيقة لأننا نحرص على إيثار الآخر بالخير كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المنهج الذي كان عليه الشيخ المحفوظ في مختلف مراحل الدعوة والحركة وإن هذا التطبيق هو أوضح عند إخواننا الذين أسسوا العمل معنا وتعاملوا مع الأخر وفق القواعد النحناحية في العلاقة مع الأخر ولا يزالون كذلك على المستويات الاجتماعية والسياسية والفكرية وغيرها.

التطبيق الثالث:


وهو ما تعلق بالعلاقة داخل الحركة حيث أصبحت حركة الدعوة والتغيير صورة للتعامل الإيجابي بين الأفراد هذا التعامل المبني على العلاقات الأخوية والحوار والتناصح والخروج من ذهنيات القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال، والخروج من ذهنيات الكولسة والصراعات الداخلية وغيرها من المظاهر السلبية التي كان الشيخ محفوظ رحمه الله يطلب باستمرار أبناء الحركة بالتعالي عنها والارتفاع بمستوى العلاقات إلى المستوى اللائق بالدعاة والقائمين على الدعوة.
وبالرغم من حرص الشيخ محفوظ نحناح المستمر بالارتفاع بالمستوى القانوني للحركة إلا أنه كان يحرص باستمرار على أن تضل آفاق العلاقة الأخوية بين أبناء الحركة عالية وبعيدة عن الهزات الأرضية المختلفة وهو ما نسميه في الحركة بالتوافق في القرار.

التطبيق الرابع:


وهو الأمر المتعلق بالمرأة حيث تعمل الحركة على إيلائها الأهمية الكبرى باعتبارها أحد الأركان الأساسية في العمل الدعوي وغيره من الأعمال التي تشكل فعاليات وأنشطة الحركة والاهتمام بالمرأة توجيه نبوي تلتزمه الحركة وتستحضر فيه النهج الذي ورثته عن الشيخ محفوظ حيث كانت المرأة حاضرة دائما سواء على المستوى الفردي أو المستوى المؤسساتي ودعمها من أجل الوصول إلى المستويات المتقدمة في الحركة أو في المجتمع والدولة.

التطبيق الخامس:


وهو الأمر المتعلق بالمشاركة السياسية حيث تعتبر الحركة أن الإنجازات الكبيرة التي أوصل الشيخ محفوظ نحناح الحركة الإسلامية إليها لا تزال في حاجة إلى رعاية واستكمال ألزمت الحركة نفسها به وهي تعمل كل ما في وسعها من أجل مواصلة الطريق التشاركي وصناعة الفضاءات الضرورية لنمو المشاركة السياسية وتحولها إلى ثقافة وممارسة وتقاليد تتجاوز الحالات الانتخابية إلى حالة وظاهرة اجتماعية يتبناها الجميع مجتمعا ودولة.

التطبيق السادس:


وهو ما تعلق بالشأن الدعوي الذي ظل حاضرا عند الشيخ المحفوظ إلى آخر رمق في حياته حتى أنه حرص على المشاركة الدعوية واعتلاء المنابر في كل الظروف ولم يثنه السجن عنها كما لم يصرفه إلى غيرها إقبال الدنيا على الحركة بل إن الحالة المرضية التي لازمته آخر أيامه لم تقف أبدا عائقا أمام استمراره في أداء واجب الدعوة إلى الله.
ولذلك فإن حركة الدعوة والتغيير أسست للدعوة هيئة وطنية ترعى الشأن الدعوي وهيئات ولائية تتابع الشأن نفسه وأعطت أولوية واضحة في مختلف برامجها للدعوة إلى الله وجعلتها الأساس في العملية التغييرية كما هو واضح في الاسم الذي اختارته لنفسها وفي الخطاب الذي تتواصل به مع الناس.


(*) المداخلة ألقاها رئيس الحركة خلال أشغال ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي يوم الجمعة 28 جمادى الآخرة 1431هـ الموافق 11/06/2010م.